أقامت سفارة دولة الكويت لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية احتفالا رمزيا في مقرها بالعاصمة برلين بمناسبة الاحتفالات الوطنية بالذكرى 60 للعيد الوطني والذكرى 30 ليوم التحرير.وقال سفير دولة الكويت لدى ألمانيا نجيب عبدالرحمن البدر انه تم رفع علم الكويت فوق مبنى السفارة تماشيا مع الحملة الوطنية تحت شعار “نرفع علمنا ونفتخر” وتعزيزا لمعاني الانتماء والولاء.
وأعرب السفير نجيب البدر عن خالص التهاني لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما ولقيادة وحكومة وشعب الكويت بالمناسبة. واكد على أن هذه المناسبة الوطنية تعد فرصة لاستذكار كفاح الآباء والأجداد وشهداؤنا الأبرار من أجل رفعة ونهضة الكويت والدفاع عنها إذ سعت الكويت ومنذ استقلالها في عام 1961 لتكون منارة اقتصادية ومنبعا للديمقراطية وذلك بانتهاجها سياسة خارجية متزنة.
واستذكر السفير الدور البارز والمحوري الذي قام به “عميد الدبلوماسية الدولية” سمو أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه والذي تميز بالحكمة ونفاذ البصيرة وأكمل مسيرة أسلافه حكام الكويت في جهود بناء مؤسسات الدولة عبر مسيرة مباركة لوطننا العزيز والتي ننعم بها اليوم على الصعد كافة. وشدد السفير على القول ان “الرؤية الثاقبة للشيخ صباح الأحمد تمثل لنا إلهاما للسياسة الخارجية لدولة الكويت التي التزمت ببناء جسور الصداقة في تعزيز أواصرها مع مختلف الأمم والشعوب والمساهمة في صنع ودعم السلام”.
وأتبع السفير البدر ان “هذه الذكرى تمر هذا العام ونحن نشعر بفخر واعتزاز بالمصالحة وانفراج الأزمة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون والتي كان لقيادة دولة الكويت دورا محوريا تجاهها ايمانا من ادراك الكويت بأن أي تهديد للاستقرار في المنطقة سيتسبب بأزمة اقليمية وعالمية لا يمكن تقدير تداعياتها”.وأكد على ايمان الكويت الراسخ بأن مبادئ الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لحل كافة الخلافات في المنطقة.وأعرب السفير البدر عن ثقته بأن الكويت ماضية نحو مستقبل أكثر اشراقا وبهجة تحت قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والذي هو خير خلف لخير سلف ليقود مسيرة النهضة نحو تحقيق المزيد من التجدد للطموحات والتطلعات المنشودة لرفعة ورقي وطننا الغالي.
وحول المستجدات الصحية المتعلقة بجائحة (فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19) أشاد السفير البدر بحزمة الإجراءات الفاعلة التي اتخذتها الكويت لمكافحة انتشار الفيروس والتي وصفها بأنها تأتي وفق أفضل المعايير الدولية وتجسد حرص القيادة في الكويت على أمن وسلامة المواطن والمقيم.وأوضح بأنه على الرغم من استمرار الظروف الاستثنائية الصحية في هذا العام حيث تعذر اقامة حفل العيد الوطني للسفارة في برلين الا أن أعضاء السفارة احتفلوا بشكل رمزي مع مراعاة القواعد الصحية المتبعة بهذه المناسبة العزيزة والغالية على قلوب جميع الكويتيين.
وتلقت السفارة العديد من التهاني لقيادة الكويت من القيادة الألمانية وعلى رأسها الرئيس الألماني فرانك شتانماير والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ما يؤكد على عمق العلاقات الكويتية الألمانية وتميزها في كافة المجالات.وفي هذا الاطار أشاد بالدور البارز الذي تقوم به ألمانيا تجاه عدد من القضايا الاقليمية والدولية وكذلك إزاء عدد من المسائل الرئيسية المرتبطة بالتحديات المتعددة التي يواجهها الأمن العالمي وبخاصة ما يتصل منها بمنطقة الشرق الأوسط.
وحول العلاقات الاقتصادية الكويتية ـالألمانية أكد السفير نجيب البدر أن العلاقات بين دولة الكويت وجمهورية المانيا هي علاقات متميزة ومتجذرة منذ عام 1964. وأكد على أن الاستثمارات الكويتية في ألمانيا استراتيجية وقائمة على أساس المصالح المتبادلة. وقال ان ألمانيا نموذج للدول التي تشجع على الاستثمار فيها لما تتمتع به من عوامل واعتبارات الاستقرار الاقتصادي ونظام قانوني وتشريعي واضح.وذكر السفير البدر بأنه على الرغم من الآثار السلبية الكبيرة التي خلفتها جائحة (كورونا) على الاقتصاد العالمي بما في ذلك الاقتصاد الكويتي والألماني الا ان هناك العديد من المشاريع الاستراتيجية بين البلدين في ظل رغبة الكويت بالدخول الى “عصر الطاقة المتجددة”. وبين السفير البدر بأن الاستثمارات الكويتية حافظت على وجودها في ألمانيا بل وزادت من حجمها على الرغم من العديد من المصاعب الاقتصادية والسياسية التي مرت بها القارة الأوروبية وأهمها الأزمة المالية العالمية في عام 2008. واكد ان “هذا أمر يدلل على الثقة في البيئة الاستثمارية الألمانية من جانب وعرفانا كويتيا بالوقوف مع الأصدقاء والشركاء التاريخيين في أزماتهم كما وقفوا مع الكويت إبان محنتها في الاحتلال العراقي لها عام 1990 من جانب آخر”.
وأعرب السفير البدر عن سعادته بأن تكون دولة الكويت في طليعة الدول العربية التي استثمرت في المانيا منذ فترة السبعينيات من القرن الماضي وبإجمالي تجاوز مبلغ 35 مليار يورو مبديا تطلعه الى توطين الخبرات الألمانية ومختلف مؤسساتها الصناعية والصحية والتكنولوجية وغيرها في الكويت وبشكل يسهم في تحقيق المزيد من التطور لخدمة المصالح المتبادلة.وأكد السفير البدر على أن الكويت ستبقى ممتنة على الدوام لكافة الدول التي وقفت الى جانبها في عملية تحريرها من براثن غزو النظام العراقي البائد معربا عن امتنانه لقيادة وشعب ألمانيا لموقفها المبدئي والواضح اثناء الغزو. واثنى كذلك على المواقف المبدئية التي اتخذتها ألمانيا خلال عضويتها المتعاقبة في مجلس الأمن لضمان تطبيق كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بتحرير الكويت.